بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن

مع تسليم القوات الأمريكية لنظيرتها العراقية مسؤولية الأمن عن المدن العراقية وانسحاب تلك القوات لقواعد خارج المدن, تجد قوات الصحوة التي لعبت دورا كبيرا في الحد من عمليات العنف خاصة في المناطق السنية التي شهدت تواجدا كثيفا للقاعدة في السنوات الأولى من الغزو الأمريكي نفسها في موقف صعب .

فهذه القوات ستصبح على خط الاحتكاك والصدام مع تنظيم القاعدة من ناحية فيما تنظر السلطات العراقية إليها بريبة وشك كبير من ناحية أخرى.

وعبر بعض عناصر قوات الصحوة عن مخاوفهم بالقول إنهم كانوا يشعرون بالثقة في وجود القوات الأمريكية داخل المدن وبالقرب منهم , لإنهم كانوا يعرفون أن مقاتلي القاعدة لن تأتوا لمهاجمتهم لإنهم كانوا يعرفون أن الصحوة هي الطرف الأقوى مع الدعم الأميركي ولكن بعد الإنسحاب الأمريكي سيتغير الوضع.

بينما عبرت عناصر أخرى في قوات الصحوات عن مخاوف عن عودة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي أرتكبت العديد من عمليات القتل على الهوية وسببت حالة من الفزع والهلع بين أوساط السنة.

ويقدرعدد قوات الصحوات في عموم مناطق العراق بنحو 100 الف مقاتل لعبوا دورا كبيرا في التصدي لنفوذ القاعدة خاصة في مناطق الفلوجة والأنبار وصلاح الدين وديالي وغيرها من المناطق السنية.

ومن المخاوف المطروحة والتي ستضع دور هذه القوات على المحك هو مسالة الولاء خاصة وأن الحكومة خفضت رواتب مقاتلي الصحوة إلى100دولار شهريا فقط منذ يناير/كانون الثاني/ الماضي وغالبا ماتدفع متأخرة ,بعد أن أن كانت 300 دولار للفرد مع بداية ظهور هذه القوات عام 2007, وخاصة وأن بعض عناصر هذه القوات كانوا يقاتلون في صفوف المتمردين قبل ان ينقلبوا عليهم.

وفي نظر العديد من قادة الصحوات فأنهم يرون أن القوات الأمريكية أنجزت نصف المهمة فقط وأن من الخطأ أن تغادر الأن, ويتخوفون من أنهم سيكونوا هدفا من قبل الحكومة والقاعدة على حد سواء.

ويحذر هؤلاء من أن الوضع الأمني كله يمكن أن ينهار ويتدهور مرة أخرى إذا ما توقفوا عن العمل ويعتقدون أنه لولا دورهم لما كان بالإمكان دحر القاعدة وأن ما قاموا به لايقدر بثمن.

وتشير التوقعات إلى أن الحكومة العراقية ستقوم بضم جزء من قوات الصحوة إلى الأجهزة الأمنية بينما ستحول الجزء الأخر لوظائف مدنية محلية, وهو ما يزيد من مخاوف الصحوات من أن تفقد دورها لكون عناصرها من السنية وتتعامل مع حكومة شيعية يعتقدون أنها تضمر لهم السوء.

حلم كل عراقي شريف ان لايشاهد اي اثر للمحتل في وادي الرافدين
شكرا على الموضوع